U3F1ZWV6ZTUxOTA2MDcyODkxMzgwX0ZyZWUzMjc0NjgzOTE0MjgxMQ==

ظاهرة الفقاعه العقاريه وواقع الثراء بين الحلم والسراب ( الجزء الاول)

 

العقارات بين الحلم والكابوس ( الجزء الاول )

سوف نتناول بمشيئه الله في هذا المقال حلم كل اسره مصريه في اقتناء وحده عقاريه لتغنيها عن الوحدات الايجاريه التي تقطن بها او لاقتناؤها بغرض اللاستثمار او ان تكون محل اقامه  لاحد افراد الاسره مستقبلا - وكيف استغلت شركات العقارات ذلك الحلم ؟ وهل تحول الي كابوس وصراع - وما علاقه ذلك بظهور المصطلح الاقتصادي الجديد ( الفقاعه العقاريه ) وهل من سبل للخروج من تللك الازمه ؟؟



 الحلم وبدايه الازمة :-

مما لاشك فيه ان كل الشركات العقاریة الكبیرة فى مصر حالیاً تقوم باستغلال الحالة النفسیة للمصریین التى تتخیل أن ھناك أزمة فى العقارات فى مصر ... فكانت ھذه الشركات ومازالت تقوم برفع أسعار العقارات دوریاً ، وبصفة شبه ثابتة حتى توھم من سارع بالشراء من عملاءھا أنه  قد اتخذ قراراً صحیحاً سلیماً وأنه قد ربح ( رغم أنه لم یفعل شیئا) ، وفى نفس الوقت تحفز من لم یشترى لكى یقدم على اتخاذ قرار الشراء حتى لا تفوت الفرصة مرة أخرى ... وتوھم الجمیع بأن العقار أفضل استثمار ؛ على الرغم من أن العقار الغیر مستغل لا ینتج شیئاً ... ولا یزرع شیئاً ... ولا یعمل به أحداً ، ولا یصنع شیئاً ، ولا یعالج أحداً ... فكیف یكون استثمار .. ؟ وكیف یحقق شراء الأرض الفضاء ثم بیعھا بعد فترة أرباح بالملایین رغم عدم إضافة أى شيء لھا سوى حبسھا عن الاستعمال لمدة زمنیة معینة .. ؟ ... وكیف یصبح العقار مربحاً وما ھو إلا مجموعة من الحوائط والحجرات لیس لھا أى قیمة إذا لم یتم استعمالھا والاستفادة منھا ..؟ ... ولكن للأسف فإن ھذا الأسلوب وھذه الأكذوبة كبرت وانتشرت حتى أصبحت تمثل ثقافة عند الكثیر من المصریین ، وھى للأسف ثقافة مدمرة للمجتمع ... فما أن یتوفر لدى الإنسان المصرى بعضاً من الأموال المدخرة حتى یفكر فى شراء قطعة أرض ، أو شقة ، أو محلاً تجاریاً ... حتى ولو لم یكن فى حاجة إلیھا معتقداً بذلك أنه سیربح ... ثم یظل یعانى لفترة بسبب التزامه بسداد أقساط تلك الأرض أو تلك الشقة ... ولا یدرك أنه بذلك قد أضر المجتمع كله ... فقد جمد أمواله فى ذلك العقار الذى لا ینتج شیئاً ... ثم یسعد ویفرح لأن سعر العقار یرتفع ... ولكنه لا یدرك أنه تسبب وساھم بذلك فى رفع كل أسعار المنتجات التى یشتریھا ھو وغیره ؛ لأنه لم یوجه أمواله لمشروعات إنتاجیة ؛ وبالتالى فالمجتمع أصبح یعانى من قلة الإنتاج ومن زیادة الاستھلاك فارتفعت الأسعار .

العقارات والمضاربات 

ومن هنا اصبحت تجارة العقارات والأراضى والشقق ھى السبیل لتحقیق الثروات والملایین فنشأت طبقة من المجتمع لا تفعل شیئاً مفیداً للمجتمع فى حیاتھا ولیس لھا عمل سوى أنھا تشترى بعض الأراضى الفضاء أو العقارات أو الشقق ثم تبیعھا بعد ذلك لتربح مئات الآلاف والملایین ویا لیت الأمر توقف عند ھذا الحد بل تفاقم الخلل وزادت الظاھرة سوءاً بأن البعض أصبح یسارع فى الحجز عند تخصیص الأراضى والشقق والعقارات ، ثم یقوم ببیع إیصال الحجز وقبل أن یقوم باستلام الأرض أو العقار أو الشقة ؛ أى أن المضاربات والمزایدات وصلت لدرجة أن البعض یربح من مجرد حیازته لإیصال حجز ..

ثم وصلت المضاربات إلى الاتجار فى المقابر فتجد الكثیر من التجار والسماسرة یحجزون ویشترون المقابر لا بغرض استعمالھا ولكن بغرض المتاجرة فیھا والتربح منھا ... ونظرة واحدة على صفحات الإعلانات فى الصحف والمواقع العقاریة على الأنترنت تكشف بوضوح الخلل الذى وصلنا إلیه فى نظرتنا لعلاقة الإنسان بالأرض التى أصبحت وسیلة للمضاربات أكثر منھا وسیلة للحیاة والعمران ..

ونتيجه لذلك ...

 كان من الطبیعى أن یلجأ إلى العمل فى السمسرة والعمولات الآلاف والآلاف من المصریین ... وھو عمل شریف بالطبع ولا غبار علیه، ولكن الاعتراض أو التحفظ على النسبة الكبیرة من المصریین التى تعمل به ... والتى بدورھا للأسف لن ینتج عن أعمالھم أى شئ مفید للمجتمع

 تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر...........................وللحديث بقيه انتظرونا في الجزء الثاني من مناقشه هذه القضيه الهامه

دمتم طيبين وبخير

 


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة