U3F1ZWV6ZTUxOTA2MDcyODkxMzgwX0ZyZWUzMjc0NjgzOTE0MjgxMQ==

كلمه السر حول حل معظم مشكلات المجتمع المصري

ماهي كلمه السر حول حل مشكلات المجتمع المصري ؟؟؟


بعد ان استعرضنا في المقال السابق معظم بل اغلبيه مشكلات المجتمع المصري بشيء من التفصيل وتوصلنا من خلال سرد تلك التفاصيل الي العلاقه والعامل المشترك بين كل هذه المشكلات وهو علاقه الانسان بالارض كسبيل لحل هذه المشكلات فاننا ومن خلال السطور القادمه نعرض كيف يمكن ان تكون الارض حلا فعالا للتغلب علي معظم هذه المشكلات

 

اول خطوات العلاج

أول ما یجب أن نفعله  هو إعادة تنظیم العلاقة بین الإنسان والأرض طبقاً للقانون الالھى و أن الإنسان مخلوق لكى یعمر الأرض والأرض مخلوقة لكى یعمرھا الإنسان .. أما الخطأ الذى نقع نحن فیه  فھو أننا لا نقول أن الأرض متاحة لمن یرغب فى تعمیرھا ؛ وانما لمن يملك ثمنهاوالذي نتج عنه ارتفاع أسعار الأراضى نظراً لأن المتاح منھا والمعروض أقل من احتیاجات الناس وأعدادھم ؛ فترتفع تكلفة إنشاء وتأسیس المشروعات بكل أنواعھا ... ولا یصبح قادراً على فتح المصانع أو الشركات أو بناء المدارس أو المستشفیات إلا الأغنیاء فقط ( وتصبح الأعداد الموجودة من ھذه المشروعات أقل من احتیاجات الناس ) ؛ وبالتالى ترتفع تكلفة الإنتاج والخدمات وترتفع الأسعار فى كل المجالات ... فمصاریف الدراسة والمدارس غالیة ؛ لأن تكلفة إنشاء المدارس عالیة لأن سعر الأرض مرتفع جداً ؛ ومن یبنى مدرسة یرغب فى استرداد أمواله وتحقیق أرباح بسرعة ... وتكلفة العلاج عالیة ؛ لأن أعداد المستشفیات قلیلة وكلھا مزدحمة لأن تكلفة إنشاءھا عالیة لأن سعر الأرض عالى ؛ ومن یبنى مستشفى یرغب فى استرداد أمواله وتحقیق أرباح بسرعة ... وسن الزواج یرتفع والعنوسة تزید لأن الشقق غالیة الثمن ؛ والشقق غالیة لأن الأراضى سعرھا مرتفع ...

 فالفلاحون وملاك الأراضى الزراعیة یضطرون إلى تجریف أراضیھم ؛ لأن العائد من سعر بیع الأرض بعد تجریفھا أو بناءھا أضعاف أضعاف ما سوف یعود علیھم من زراعة الأرض وبیع محصولھا ، كما أنھم لن یستطیعوا تدبیر الأموال لشراء الشقق لأبنائھم ... والسبب فى ذلك أن الأراضى المعروضة للبیع والمخصصة للبناء سعرھا مرتفع كما أنھا غیر متوفرة ...

 وكذلك یضطر الناس إلى السكن فى المناطق العشوائیة حیث لا یوجد تخطیط جید ولا تنظیم لتلك المناطق ، وبعضھا بدون مرافق ، وبعضھا یقع فى مناطق خطرة كأن تكون على جبل ، أو بجوار خطوط كھرباء الضغط العالى ، وأغلب شوارعھا ضیقة وغیر ممھدة ولا تصلح للحیاة الآدمیة وبعضھا ینقصھا الكثیر من الخدمات ... ولكن الناس مضطرون إلى ذلك فھذه المناطق أرخص كثیراً من غیرھا ...

- كذلك یضطر المصریون إلى السفر للخارج ، وتحمل مشقة وعناء الغربة والسفر وآلام البعد عن الأھل والوطن وتحمل بعض المعاملات السیئة فى الغربة ؛ وذلك كله مقابل أن یعودوا إلى بلادھم ببعض الأموال التى تمكنھم من شراء شقة أو قطعة أرض لبناء منزل لھم ولأولادھم أو لإقامة مشروع علیھا ... وأغلب من یسافر للخارج لا یرى بدیل عن السفر لتدبیر تلك الأموال فأسعار الأراضى مرتفعة جداً ... والدخل الذى سیتحقق من العمل فى مصر لن یكفى لتدبیر الأموال الكافیة لشراء ھذه الأرض أو ھذه الشقة التى یرتفع سعرھا عاماً بعد آخر ...

-     المرتبات والأجور فى القطاع الخاص ضعیفة ومنخفضة لأن أعداد المشروعات قلیلة وما توفره من فرص عمل أقل كثیراً من أعداد الراغبین والقادرین والباحثین عن العمل ... وتكلفة إنشاء المشروع عالیة فینظر أصحاب الأعمال والمشروعات لمنافسیھم فیجدونھم یدفعون مرتبات منخفضة ... فلماذا إذن یعرضون مرتبات أعلى ؟  فیخشى كل واحد منھم أن یبادر ھو بزیادة مرتبات موظفیه وعماله فترتفع تكلفة منتجه، ویتعرض لمنافسة خطرة من منافسیه الذین لن یقوموا بزیادة مرتبات عمالھم وموظفیھم وبالتالى قد یتعرض لخسارة لا یستطیع معھا الاستمرار فى العمل ... ولھذا یضطر كل صاحب عمل إلى تقلید منافسیه فیعرض مرتبات وأجور منخفضة ...

-     ...... ثم أن أصحاب الأعمال ینظرون إلى الباحثین عن العمل وأعدادھم فیجدون أمامھم وفرة ولكن فى الجھة المقابلة یشعر الموظفون والعاملون بالظلم من مرتباتھم المتدنیة ؛ فیلجأ البعض إلى الإھمال فى العمل ... والبعض قد یلجأ إلى سرقة معلومات المشروع وتقلیده ... والبعض یسرق مكان عملھ سرقة حقیقیة ومادیة ... والبعض یتكاسل عن الانتظام فى العمل محاولاً أن یقنع نفسھ بأنھ یعمل على قدر ما یحصل علیھ من راتب ... وفى كثیر من الأحوال لا تجد العامل أو الموظف سعیداً أو راضیاً عن عمله... بل تجده حزیناً أو غاضباً أو ناقماً لأن مرتبه أو دخله لا یكفى لیحیا حیاة كریمة ... وھكذا تسوء وتتوتر الكثیر من العلاقات بین أصحاب الأعمال وبین العمال  فتتبدد مواردھم وطاقاتھم وتضیع أوقاتھم ... فیخسرون جمیعاً ( العمال وأصحاب الأعمال ) ... وتزداد مشاكلھم ... ویخسر المجتمع كله ...

-     - بعض من الحالمین بحیاة أفضل یضطرون إلى السفر للخارج عن طریق الھجرة غیر الشرعیة ، ویخاطر بحیاتھ فى مراكب غیر جیدة ... ویقبل بذلك رغم كل ما یعرفه  ویسمعه عن المخاطر التى تعرض لھا من سبقوه ... ولكنه لا یجد لذلك بدیلاً فالسفر والعمل بالخارج سیختصر له الوقت وسیوفر له الأموال التى یستطیع بھا العودة وشراء الأرض التى یحلم بھا لتحقیق ما یحلم به بعد ذلك ...

-     - أما البعض الآخر فیقع فریسة للیأس والإحباط بسبب صعوبة تحقیق أحلامھ ... فمنھم من یلجأ إلى تعاطى المخدرات للھروب من الواقع المؤلم ، ومنھم من یلجأ إلى الاتجار فى المخدرات والممنوعات طمعاً فى كسب المال سریعاً ... ومنھم من یجلس على المقاھى حائراً ... ومنھم من یفضل الجلوس فى المنزل بدون عمل بدلاً من أن یعمل بمرتب ضعیف لا یكفى احتیاجاته ... ومنھم من یلجأ إلى التسول رغم صحة بنیانه، أو یحترف السرقة ، أو الخطف ، أو الغش ، أو النصب ، أو التزویر ... كل تلك الجرائم والانحرافات تظھر وتنتشر لأن المجتمع لا یساعد الشباب بل یضع فى طریقه العراقیل والعقبات ... وأھم تلك العقبات ھى بیع الأرض وبسعر غالى

_كذلك یقف الباعة فى عرض الطریق لبیع بضائعھم لأن أسعار المحلات غالیة ... وتضع المقاھى الكراسى لزبائنھا على الأرصفة وفى وسط الطریق نظراً لصغر مساحة المحل ، لغلاء أسعار المحلات ...وتعرض بعض المحلات بضائعھا خارج المحلات لأن مساحة المحلات صغیرة ، ویصبح الاشتراك فى الأندیة الریاضیة غالى الثمن لأن عدد الأندیة محدود لأن أسعار الأراضى غالیة ...

   

یضع ملاك السیارات سیاراتھم فى الشوارع ولا یضعونھا فى جراجات لأن أسعار الجراجات غالیة لأن أسعار الأراضى عالیة ... كما یقوم بعض أصحاب الجراجات بتحویلھا إلى مخازن ، وإلى معارض للسیارات ؛ لأنھا مربحة أكثر ولأن الأرض غالیة ، ویبنى بعض مالكى العمارات الجراجات بطریقة لا تجعلھا صالحة لاستخدامھا كجراج ... وبالتالى تصبح الشوارع أكثر ازدحاماً ولا تكفى للمشاه ولا لمرور السیارات ولا لانتظارھم ... وتحدث الكثیر من الخلافات والمشاحنات والمشاجرات ... وتتعرض أغلب السیارات للخدوش والصدمات

 

كذلك یرتفع الناس فى مبانیھم بأدوار مخالفة أكثر من المصرح والمسموح به قانوناً ، ویدفعون الرشاوى الكثیرة لذلك لأن أسعار الأراضى غالیة جداً ؛ والبناء المخالف سوف یحقق لھم أرباح كبیرة جداً ... وبسبب ذلك نجد عمارات سكنیة مرتفعة وأبراج عالیة فى شوارع بل فى حوارى ضیقة جداً ومتقاربة جداً لدرجة لا تسمح بدخول الھواء الصحى ولا الشمس إلى كل غرف العمارات ... ویتسبب ذلك فیما بعد فى إصابة الكثیرین من سكان ھذه المناطق بأمراض صدریة كثیرة ویصاب الأطفال بلین العظام ... بالإضافة إلى تدنى الحالة النفسیة لسكان ھذه المناطق ومعاناتھم بسبب الازدحام وانعدام الخصوصیة فى كثیر من الأحیان وضعف أو قلة الخدمات ... وما قد ینتج عن ھذا من انفلات أعصاب وتدنى للأخلاق وانتشار للعنف ... ولكن الناس معذورون ، وھم لا یرضون بالإقامة فى المنازل الآیلة للسقوط أو فى المناطق العشوائیة إلا لأنھم لا یستطیعون الانتقال إلى غیرھا لأن الأسعار فى... المناطق والأحیاء الأخرى فوق مقدرتھم المالیة ، لأن أسعار الأراضى ھناك أغلى وبالتالى فأسعار الشقق أغلى ---

أصبحت حضانات الأطفال عبارة عن شقق مغلقة بدون حدائق ولا أراضى لممارسة الریاضة ، أو حتى مساحات معقولة لكى یجرى علیھا الأطفال وذلك لأن أسعار الأراضى غالیة ... أصبحت المساجد ضیقة لأن الأراضى غیر متوفرة ویصلى الكثیر من الناس صلاة الجمعة على الأرصفة ... أنشئت بعض المدارس بدون ملاعب لأن الأراضى غالیة ... وحتى السجون وغرف الحبس الإحتیاطى أصبحت ضیقة ولا تكفى لأعداد المحبوسین والمحجوزین ... یتشاجر الورثة مع بعضھم ومع أھلھم وإخواتھم على میراثھم الذى قد یكون شقة صغیرة أو عدة قراریط من الأرض وأحیاناً أسھم قلیلة وقد یتقاتلون ... وذلك بسبب أن سعار الشقق والأراضى غالیة .

ومن هنا یفقد الإنسان شعوره بأھمیتھ وأھمیة دوره فى الحیاة بل یفقد الكثیرون ثقتھم فى أنفسھم وفى قدراتھم ؛ فھم یعانون من الازدحام داخل الفصول ، وفى الشوارع ، وفى مدرجات الجامعة ... وتھدر أدمیتھم أثناء التزاحم فى وسائل المواصلات ویشعر بعدم الأھمیة وھو یقف فى طابور أثناء البحث عن العمل ، ویشعر المواطن بالحیرة والتردد وھو یقف أمام محلات الملابس ، ویشعر بالعجز عندما یبحث عن شقة للزواج ، أو عندما یسمع أسعار قاعات الأفراح ، ویشعر بالخوف من دخول أى مستشفى خوفاً من أسعار العلاج فیها......الخ

ومع كل ھذه المعاناة التى تتسبب فیھا ارتفاع أسعار الأراضى یفقد جزء من المصریین قدرتھم على الأحلام الكبیرة ، وتنحصر أحلام البعض فى مجرد أن یعمل ویتزوج ویستطیع ان یوفر لأولاده احتیاجاتھم ...ومع كل تلك المشاكل تقف الدولة عاجزة عن حلھا ؛ فأقسام الشرطة ووزارة الداخلیة لا تستطیع التعامل مع الكم الكبیر من الجرائم والمخالفات ، وكذلك المحاكم لا تستطیع سرعة الفصل فى القضایا ، وكذلك الأحیاء لا تستطیع حل تلك المشاكل فى ظل الازدحام الشدید للسكان وعدم وفرة الأراضى اللازمة لحل المشاكل ... ووزارة النقل تعجز عن حل مشكلة المواصلات والمرور ... ووزارة البیئة تعجز عن حل مشاكل التلوث الشدید

بعد ذكر كل تلك الأمثلة من المشاكل التى یتسبب فیھا مخالفتنا لأمر الله سبحانه وتعالى بعمارة الارض یتضح لنا أن مخالفة ھذا الأمر قد سبب فى المجتمع ما یشبه ما تسببه الجلطة فى جسم الإنسان ... فعلى الرغم من أن الجلطة ھى تجمد بعض الدماء فى أحد الشرایین ؛ إلا أن المشاكل التى قد تتسبب فیھا ھذه الجلطة كثیرة وخطیرة ... وقد تصل إلى شلل الجسم أو وفاته... وقد تتسبب فى إعاقة بعض أجزاء الجسم عن العمل ... وھذا ما حدث بالضبط فى المجتمع المصرى بسبب عدم وجود اساس عملي واضح ومنهج فعال لتعمير الأراضى وزیادة أعداد المصریین زیادة كبیرة ...

والمطلوب الآن 

إذا أردنا لجسم المجتمع المصرى أن یشفى من أمراضه وتعود إلیه صحته وعافیته... المطلوب منا أن نتغلب على تلك الجلطة ، وأن نتمكن من إذابتھا ؛ أى أن نعید النظر فى أسلوب وطریقة التصرف فى الأراضى ... وأن نعمل علي أن تكون الأرض متاحة أمام كل من یرغب فى العمل والإنتاج والعمران والحیاة ... - ولكن ... كیف نفعل ذلك .. ؟

ذلك ما سيكون موضوع مقالنا التالي باذن الله

 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة